دندنةُ الهِيمْ !
، فإنيْ مُقفرة.. ورحابيّ خاوية ، وأنغامي على القِثارِ ناكصة رتابة المكانِ مؤلمة ، تُنبأ أن لاجديد وأن الذكرى باقية ! سجوف البياض كعذب كأسِ الهِيم على ريقكـ.. آظن ذلك..! استدارة الطاولة ، وماعليها من بقايا هدية الرفيقة ،مِبخرة وكومة بخور وقرطاسٌ أبيض وحرفٌ مُولعْ بِكـ ، يالكـ مِن قاطنٍ في كل الزقاقْ الأبجدية ..! المكتب على خير حال أودعتهُ بعدما فِرغنا مِن الهموم الدراسية الزبرجدية ، ليتها تعود ولا تعود همومك ، كتاب وآخر وثالث ويعلوه مجلد وأجزاء متقطعة هي أيامي كيفما مضت معك شيءٌ يقرأ ولا يكون رصيفا يُتخطى ، آمنتٌ بها رصيفا على شوارع مدينة ساحرة في ليل هاذي . وليتها لم تكن ولم تكن أنت ! ويتأرجح على طرف الكرسي قميص ( الستان) الوردي بحوافِه الدانتيلية المهترئة ،لتنبأ بالتعبْ. لُبادة السرير الباهتة والفوضوية المعهودة ، اللحافُ يتدلى والوسائد متحلّقة ٌ حول السرير ، وكومة أشياء ٍتعلو بعضها بعضاً فلا ترى على الطاولة الجانبية ، و إطار ( ايكيا) الشهير البيضاوي الفكتوري قد نكص على عقبيه مُذ اسبوعين ويزيد ، ولم أكلفَ نفسي تسويتَه .. لم أبصِرُه إلا الحِين ، حدقتيّ فيكَ غارقة ! ،...