تدوينة الميلاد، و العام ….
.
،
و هذه الأيام مُفعمة بالكثير من الأسى ، غارقة في زمرة اكتئاب … إنني أُمـاري ذاتي لتصعد ، لتنهض للتالي …املأ يومي بالكثير من التفاصيل والمستجدات لأهرب من مواجهتي ، لكنّه النضج والوعي الحاد الذي يُغرقك فيك حتى ضحالة القاع …
،
و لهكذا أتوقف عن الهروب لأتمعن فيّ … أغرق في كثيري اللامفهوم و أفكاري النيّرة و مزيدًا عنّي :
،
،
في عامي الثالث والثلاثين، و سنة من الهجرة … تلبثني الصراع الوجودي مجدداً بعدما سرحت عنه و أبصرت أنّي اكتفيت وقادتني الحياة لما أريد ، و لكنّه عاد بي لما لا أريد من التيه وأن تبقى عالقًا تدافع أو تنأى بما تريد .
أخذني الفراغ لروحي مرة تلو أخرى حتى بلغتُ وجعي بعدما كنت اتحاشى نزف جراحي و آنست الضماد .
انبرى كلّ شيء كان هالك و متهالك ، و يقاوم …
انبرى قدري يهاتف عقلي بالكثير من المنطق ….
ولم أعد أجيد التصرّم والجمود، لقد آواني العام للكثير من الحنيّة والنضج العاطفي واللين، أدركت أني أصبحت "أمًا" و علي ثقل العواطف … والتفتيش في المعنى لكلّ ما يقال له " أمـي".
و ماتزال أسئلتي مشرعة ، والجواب غامض غموض الوجع …
،
و هذا العام رحل فؤادي … روحي منهكة لم تكتفي ولم تجيد احتوائي ، غَمرني كلّ مايقال له "وجد"، و " حنين" … و بقايا شعور لا حرف له فيكتب …
كومة من الحديث الكثير، والكتابة التي أنفتُ عنها و رأيتُ حالي دونها في مأمن منّي … لكنّ نفسيتي مرضت بعيدًا عنها بأعصاب انهيارية و تضاؤل و انخفاض حانق و كآبة مفرطة ، و بخير عميم مادمت أتشافى بها نأيًا عن الجميع، عن ثقل وجودك في معمعة التذمر والسخط عن الذين انهكتهم أنفسهم و لا طاقة لهم بك …
عن الذين اتصلوا بك و خذلوك ..
و الذين عاهدوك بعهد السراء و الأنس والخفّة والتعقل ..
و الذين لم يدركوا من حياتهم سوى جراحهم، واستحقاق رعايتك..
الذين لبثوا في دائرتك، و هم السند والصلة و الحميمية الجرداء .
،
و رسالة العام القابعة في الأرق و الشفق :-
" أنتِ تفتقرين لروحك، تعيشين في عتمة تسمى " تريّث قهري" ، أحلام معطلة و نواحيك الجيدة اكتئابية غامضة، تجاهدين في البقاء والاستمرار ، تحاولين و هذا العام صرّح بكل هذه المحاولة ، ولطالما كنتِ تظنين الاستقرار منفردة بروحك البعيدة عنك".
،
و انتهى هذا العام ليختصر عليّ أن حتم أيامي النجاة، و يكفي أن أقاوم السقوط و أن أعظم إنجازاتي القدرة على النهوض… و سلامًا للذين يزدهرون …
___
1446/12/29 هـ … | الثالثة عتمةً و ظلامًا و اكتئاب .