العشم .
،
،
ذلك الذي أتلفَني معه ….
و ما العشم : الأمل بحسن ظن و ممّن تألفه و تحبه ويلتهم شعاف قلبك .
و هو : الطمع ، والنهم اللا منتهي و اللافراغ منه إلا إليه … يأخذني لما ليس لي ، و ما بي إلا هو ، و فيه الذي بي .
،
ثمّ قاتل الله العشم !
فما وعيت لفظه إلا منه و معه وفيه …
و ما أدرك دقيق معناه إلا بعده و في شقاه ولهيب الأسى .
و قد كنت ابعد من أن أتعشّم و أُعشِم … لكن ما الذي تفعله " كنت" في خضم ما كان !
بقيت رهن العشَم…
و أنا التي نذرتُ نفسي ألاّ أناولها كأسًا لا يُحتسى في مثلها ولمثلها .. و عانقتها بالامتنان .
ثمّ ذا الآن … يأتي هذا الوجع و الذي مؤخرًا أدركت أنّه العشم … ليرمي نفسي دون هلاكها ، لتنوء بما فيها من امتنان ، نائحة ملتفّةٍ بمزيد خيبات و لواهبٍ ثكلى .
،
فما لي إلاّي و كلّ الذي فيّ مصطلحٌ من أنين العَشَم …
ثكلتكَ النواحي التي كبّلتني بالعشَم ..
فما عدتُ لي و ماعاد لي ، و عدتُ بحظّي من ويلات العشم ، و تلك أيامي بالكاد تسوقها هوينى الندم، أو تلهث متعشمةً برويداء القدر .
،
،
و بعد كلّ هذا النصيب الفاطر من معجم معنى العشم :
هاك ويلاتي ، و زد هويناك .
و بلغ سلامي ، لعصّي الدمع ، وغوثاك .
و فطرني شظايا ، فما أنا إلاّ و عشّمناك .
و انأى بكأسك ، لرضابِ أخرى ، فكأسي ملؤه تراب و أسقمناك
و باعد بيننا ، فما حياتنا إلا عَشَم .
-
-