لأجلِ الحنين!
~
نسائمُ الخريفِ بخاصِرة الشتاء ،
ودعّةِ السكون !
ولفيفُ هبوبِ " الوسمِ" مُعطرةً برائحةِ المطر !
وثَمَّ النقعُ يَرشقهُ الغيّمُ بِالرهامِ والدّيمِ ، وأنصعُ الربابِ روايةٌ للصفاء
وشتاتُ أورِقة الشجرِ ،محضونةٌ بِلحافِ الشتاء
لطيفٌ هو الآن !
والحنينُ مع كلِ دكِ قطرٍ ينهمر
؛
هو هكذا المطر ، يبعثُ ادّكاراً مُحياهُ الحنين !
وشجرة " التوت" مادامت وتيناً ، فأنتَ وتينُ القلب
وماتسقطُ مِن ورقة فيها برصدِ عيني ، إلا وفداك قلبي
اعلمُ كيف اعتراها العراءُ ابّان قفرُ اللقاء ، وربيعُ الغياب
حنينِي لها حنينِي إليكَ ،وشتاتُ أفانِينها ، شتاتُ ولهيّ في خِضمّك
اعلمُ أني أنا صاحِبة الغياب الأولى ! والحنينُ المُفرط
تاللهِ حُبي إياك بقدرِ مرّات الغياب ! وأكثر
وتعلمُ أنت مِن " أُنثاك" ماتجهلهُ ،
وأني الأميّةُ التي لا تقرأ ولا تكتبُ حُبك في حضورك
وأني القبَليّةُ المُتعصبة للعقلِ ونبذِ العاطفة !
وأني الجاهلية ،أزعمُ أن المشاعر على ماتركها الآباء !
والمُتشدّدة التي تُرتل : " خلاءٌ عنكَ ،خيرٌ مِن خلاءٍ معكَ "
فلمّا أن كُنت " أفلاطوناً " لي ، وأرسطاليسياً تمنطقتَ بعقيدة " الحُبِّ" بيننا
وسطرتَ في أجلِّ فلسفتِك ، { أن تبقى ولو بقي الغيابُ ، لِأجلِ الحنين } .