هسيسُ الغسقِ!
بعدَ انزواءة
المِحراب
استهِلُ
أوْه أوْه وهي لفظُ توجُعٍ يعبرُ
أثير الليلِ !
وثـمُّ صِّه لزوبعةِ
ضيقِ يُحشرجُهُ صراعٌ يغشاهُمُ الكيان !
والسؤال حتى متى
يأوي إليَّ قلبٌ أستوحشُهُ ؟
ثمَ أفضُّهُ في حرفٍ
خَلقٍ ليشكِل نُظُماً مِن تلابيبِ الفقراءِ في براحٍ تُلطخُهم الطينُ من كل جانب !
لأصرخَ بالبراءةِ
مِنه
وامتطي صهوة صبحٍ
بقلبي صاحبُ الفكرِ الذي جوارنا حُباً وتحناناً .
أقلبانِ هُما
شيطانٌ يُعاشِرُ
ليلاً ، وملائكياً ينعمُ بمباركات الصباح
أأنا شيئانِ في جسديّ ؟
شيءٌ ما حالما
تأويهِ الملامح تندثرُ كجثةٍ بقيت دهورا
والآخرُ أُخالُني
فيه سُندسيةً على عرشِ العسجدِ تُرهقُ العيونَ افتتاناً !
أهُما وجعانِ ؟
طببّنا أحدهُما
ذهولاً وغفلة عنه ، وبقيَ الثاني يتربصُ ببراحِ القلب !
أم هُما جهتانِ ؟
يمينٌ قريبُ السماء
، ويسارٌ يقبضُ " تبّاً" وويلاتُها !
أم هُما قرِينان!
قرينُ النورِ ،
وقرينُ الشّرِ الأدنى
أم
وأم
وأم حتى الخرس !
ولكن بإمتزاجها
يُخلقُ كافور الصراع ، وأني عيّنٌ تتفجرُ أنهارها عِراكاً
وأني أرتشفُ كأساً
مِن عشقٍ مزاجهُ الضيق ، ثُم يتقيئهُ الكيانُ صراعاً
ثُمّ لغطُ الشُعور
وهسيسُ خاطرٍ
وصريرُ صرخةٍ
وحطامٍ ، وللضلعِ
انكسار
ثُمّ أشعرُ أن
الضيقَ يسدُ فوهات النعيمِ ويحبسُ الأنفاسَ كحدِّ شفرتهُ على رقابِ الذبيح !
لا أدري أيُّ شيء
يستدعي هذه الوحشية ،
لا أدري بمثلِ
ماأجهلُ مابيَّ فاعتلجُ بالحروفِ أن فانقذِيني من قبضة الليل وبطشةِ الضيق !
لا أحسِنُ مِن
تلاواتِ داخلي غير " غوغاء حروفٍ" قد لاتُقرأ لثغاءٌ لاتفصِح ! ومِثلُها
قد يُكتم
أخشى عليّ مِنيّ
فإني لا أعرفُ طِبيّ
وقد أُفرطُ في السُقم
لا أدري ما الذي
يُنبأني عمّا يدور في أصقاعِ خواطري
وعن العهود
والمواثيق التي تُبرمُ مع الفكر وكأن " إنساني" مقبور
وعن الوغى التي حمي
وطِيسُها وحوافِر العاديات تدّكُ قلبي مع عقلِهِ !
لا أعرِفنَّ نفسي ،
ولا أهتمُ لذلك فغمضةٌ عنِ الحقيقة أقصى ماأريد
إنما أهتمُ لطِيبِ
رائحةِ الفناء! وأنّى ذاك والصراعُ يفوحُ دنساً
لا أدري - ونَفَسُ
عميق استجلبُه جلباً كرِشاء البئر-
لا أعرفُ عن حالي ذا
الآن إلا سكونٌ شبيهُ ببهيمِ الغلس في البيدِ النائية
وصخبُ زِقاقِ
العالمين يقطُنُ باطني !
وأني موجوعةٌ مِن
شيء لستُ أدركُ كُنْههُ ، حتى أنعتهُ للطبِّ فيمهدُ سبيلَ الترياق
أو أشكيهِ لأُمي
بكاءً فتُكلْفُ رِقتُها البحثَ عن كُنْهه
وأسلِمُ لقربِ
راحتيها
أو حتى أن أبكي
فيُشعرنَّ بي !
أوْه مُذ خريفينِ
ومنتصفُ الثالثِ ودمعي هاجرٌ مضاجعُ الخدودِ
إذاً .. وبلا
سفسطةٍ
احتاجُ أن أبكي ، أتوق
لنداوة المحيا بعد سيل الجفون ، أحِنُّ إلى وجع يُفرَّغُ من حدقةِ العين نزولاً
حيث جدثه ثمُّ النعيمُ لي ، أشتهي ارتشاف شهقات مبللة ، قفاري مُجدبةٌ فما زخَّ
فيها وابلُ الذرفِ
أحتاجُ لرمشةٍ
تُرجّرجُ غديراً !
:
:
وكفـى بوحاً وأنّى
لي بُكاءً