30| رمضان
أعتذر جدًا للعيد !
أعتذر يا شلال الجذل
كان يفترض أنا أتخلص من كمّ هذا القرف الذي يجتثُ داخلي ، كان يجب أن أتقيئني ، أن أخرج منّي قبل قدومك أن أرتدي شيئًا ضافيًا يموّه معالم البؤس التي تقتسمني بانحناء ظاهر !
كان يجب !!
كان لابد ألاّ أكتفي ببعض حلوى الحلقوم المطعّمة بالفستق
ورائحة ماء الورد تنبعث بصخب فاتن تعانقها نكهة الرمان
وتصاحبُها كيكة العسل ، وبعض قطع الشوكولاتة المتأنّقة بحشوة المكسرات و " الكورن فلكس"
كان لابد أن أبتاع نكهة أخرى ! نكهة ترمي الإعتيادية وتُعيد العيد مختلفًا !
كما كان واجبًا أن افتعل من صخب الإطفال هدوئًا ناعمًا كحلوى القطن
وأن أرتدي رداءًا باهظ في الجديد ، أبيض ربابيّ أبدو فيه ذروة التأنّق والمواساة للشعث
كان يجب لكنّي لحمقٍ يتريّث عيدي نسفتُ الجديد لخزانة الأردية !
والله ياعيد ، كنتُ أَعدُ نفسي ألاّ أُعيدَ ذلك العيد المشؤوم وأعتزل الجذل وهو في مهده في بواكر الفجر على ثرى جامع العيد وأبكي ، لم يكن شيئًا يستدعي ذلك عيون الأطفال وهي تلتقط الحلوى تكتب رواية الفرح
صوت الإمام
نقش خضاب السيدة التي بجانبي
التكبير
ضحكات حبيبي
أشياء كثيرة ! لكنّي أصّر على ممارسة الغُثاء منقوشًا بحنّا العين .
،
كان وينبغي أن انسى ،أن أُصفد أغلال الحمق أو أن أزيدَ بلادة ، وأضحك كما يضحكون !
عزمتُ على ذلك
رتبتُ الحُبّ مخلوطٌ بالجذل
-بالمناسبة نحن نحتاج الفرح ففيه تصطلحُ دواخلنا بالسلام -
فعلتُ أشياء جيّدة لإستجلب رشا العيد نشوةً
حبوريّةً و رقصةً ميّاسةً سكينة
:
وكأيّ أنثى أول مايعتلجُني للتغير هذه الهندمة الشكلية
عرجتُ على شَعري بوابل التلوين على جلبة منصّة هرطقات الموضة ، اخترتُ الرمادي ، نكهة الشيب ، أو سحنة رجلٌ كرّدي
و مع جذورٍ سوداء شهباء ستبدو الطلّة استنشاق شكلي عبقٌ ، بعيدًا عن اللابث بيْ وخروجًا مَن الجامد فيّ ، تمرد يُنعش ويعيدُني إليّ .
اممم وأرهقت شعري حتى كاد يلفظني إلى الصلع حتى أُحقّق الدرجة اللونية ذاتها ، لكنّ يبدو أنّي فشلت إلى حدّما ، المرّة الثالثة للمفأجاة اللونية بعدما تموّجت خصلاته مابين البنفسج والأزرق والرمادي بلمعة عقيانيّة وأفسدتهما الزيتيّ الأخضر ومزيدُ تخبّط بقايا البنيّ الداكن في خباياه ....
المرّة الثالثة مازالَ نديًّا لكن بدا لي اللون متعمق في الرمادي وتلاشى ماسواهما
أوْه فليكن مايكون
على الأقل أتخذُ تلوّنه المشوّه ملحفةً أتلفّعُ بها للإندساس عن محافل العيد
و أواري سوءة مزاجيتي !!
عذرًا لي أنا
ولأهتماماتي الأنثوية الكالحة
و
وصفعةٌ فجر الثلاثين من لسانِ قلبِ حبيب ، كفيلة بتلاشي العيد قبل يومه ، بتعكير صفو هذا الترتيب كلّه لفوضى حرفية
لمزيد نهمةٍ كتابية
لأكون هنا وأهذي
لشيءٍ ما يوجعني تدمع عيني ألاّ أكتبه
فحرفه سيأتي لعنة عليّ
جحيم يُبكلني ألاّ اتفوّه به ، غير لائق كتابته ، غير مرضيّ فضفضته
غير
غير
فأتنهد وأكفّ تذمرًا
وأخذلني
والنهاية يا حبيبي ياعيد
كان يجب أن أتلى في هذه الحياة كشيء مهمل
لما كنتُ أحمل ذاتًا ترقص بطريقة تثير الحزن الكامن !؟
أم الصفعة كانت عميقة حتى بلغته وهو في قعرِ نسيانه ..... حدّ أن أستيقظ من سبات مُستلذّ يسري بين جوانح جسدي المنهك كأنامل رقيقة
فلا أجدُ إلاّ أن أكتب .
______
وتبارك العيدُ ياحرف ، وكلّ عامٍ وأنتَ اكتفائي وكلّي وبعضُ اختناقاتي