القلق الذي يجب … !
،
أود أن أكتب عمّا أعانيه ولا يُعاين ….
أعاني من أيام باردة ضحلة ، وثقيلة بالكاد أنزع قدماي عن وحلها لأتابع الخطى للتالي ، أيام يلوكها القلق ، قلق لا بدّ منه … وارتباك جسدي حاد، أفكار غير مستقرة ومهام مزدحمة و شهيق وزفير غير منتظم و نبض التسعين … و قولون يأن و عدد ساعات نوم غير كافية ، إرهاق عام و مزاج متكدر لا يصفو لشيء سوى الإسترخاء ،وحالما يحقق ذلك يؤول بي ذهني لذات القلق ومايجب أن يحدث الآن وماعليه أن يفعل حتى أنقذ أيامي من العطب …
تبكي و حسب ، لا شيء آخر يمكن فعله غير تقبّل الأمر ومزاولته وتريّث الفرج ، فرج يجبّ كل هذه الويلات … أو الانسحاب حفاظًا على ماتبقى لي من صحة جسدية ونفسية ومزاج و نصيب لا بأس به من الهدوء …
،
هل ترانا في زمنٍ من واجباتِ وجودنا فيه ، القلق و دفع كامل حظوتنا من السكينة مقابل العيش !
- أنا أرى ذلك كـ جواب غير مقنع لهذه العباطة التي تلحّ عليَ كلّ صباح !
كل صباح
كلّ صباح
كلّ صباح
سيما نهاية الاسبوع بطابع الحال والدوام … كلّ صبيحة من تلك الصباحات توقظني فوق يقظتي و تنبأني بأني أدفع سَكِينتي مقابل كلَ ذلك … و أصطصحب المزيدالكدر من القلق ، والشيب المبكر والتجاعيد و تهدّل الأجفان و البشرة المعتمة …. يؤلمني ما أنا فيه بل أكثر من ذلك يؤلمني أنّني أمارسه برفض داخلي غامض يصب لجامغضبه و يكومها لي عبر الزمن ، زمنٍ ما حتى إيّاه سأكون كشفت عن غموضه عمّا يُحاك داخلي و يجرح وينزف و أنا لا أعي منه سوى الظاهر وماعلى السطح …. أرىالنزف فأنتحب لا أكثر من ذلك و لا أقل ، ربما أفكر ولكن لا أتخذ قرار لضعفٍ يطوقني و خوفٍ و وحشة لم أزل أتشافى لتبدو أفكاري قرارات مسؤولة ومطمئنة لكلّ نواحيّيوحاجاتي الروحية والمنطقية .
،
و ما إن أبدأ بمقدمات التشافي ، فعليّ الإجابة عن أيّ شيء هي الحياة ! ليست حياة العالمين بل الحياة التي أرغبها ، الحياة التي أطمئن لها بالأحرى، وأبدو أكثراستقرارًا وأقلّ نحيبًا و بؤسًا … حياة لايهم إن كانت تشبهني -لأنّي أحمل الكثير من العادية واللاجاذبية - كما لا يهم أن تكتنز بالترف والدلال ولا بطموحاتي لأنها سقطتمع الأيام ولا بي لأنّي أراني وأعرف وجوديتي في أيّ بقعة كانت … يهمني القدر الفائض من الرضا و المستوى الرفيع من الثقة التي تخولني لعناق الحياة لا فقط تقبلهاعلى مضض .
،
يا ربّ .