لم يعد حنينًا …
-
لم يعد حنينًا .. إنما أعمق من ذلك .
يأتي على شاكلة فراغ و امتلاء … وعلى حين كمال ونقيصة
،
إنّه حنين أشبه مايكون بتوريط خيالنا فيما ليس له واقع ،
حنينًا لشيء لو كان لما قنعت به كحلم وعافية و حبّ … لكنّه حنين يورطني بعمقي ، ويأخذني تجاه نواحيك المُجحفة و نواحيي المقفرة ، حنين يمتطي كلّي و كلّك و ينهم كلّالمرّات المتاحةِ للابتعاد فيّ و في خلالي ، حنينٌ مستدام … دائم المكوث لا أعول على انعدامه ، إنما أحاول تجاوزه ، والتجاوز : عبور الشيء من خلالك ، فلا يبقى ولكنّهلا يزول ، يعاود … و يعتادك كـ مستقرّ أو مزار .
لا أجد داخلي قوة ، و لا تحدي ولا مقاومة ولا أي ردة فعلٍ تجاهه ، إنّني أتقبله على كلّ الأحوال ، و في عموم الصفة ، بل أفتقر إليه و ألوذ صوبه و يواسيني كـ وهمٍ لاوعي لك عليه ، إنّي بالكاد أنفك عنه و الذي يعني عنك ، لم يعد يعنيني "أنت " بقدر هذا الحنين الذي يؤول بي لكلّ ذرّاتك و حيزك المشغول بك .
أنت لا تحبّ أحدًا ، بل تحبّ أحد يكتب حنينه … هكذا على الدوام
و أنت تعشق واحدةً تتفحص نواحيها من خلالك ، و أنقب عنّي إبان كلّ هذا الشعور …
وبك أتواجد ، أو بهذا الحنين ، الذي لا أعول و لا أسعى ولا أستقصده ، إنما أبرح من حيث يحيطني اليأس ، و أقف من حيث تتيح الأيام … لا أفعل و لا أتقدم و أنت ترى… و لكنّي أشعر بالحنين شعور المتضائل الذي لا يرجو شعورًا ، و لا يطمح، و يبقى في بقعته العمياء و يمنطق كل المحاولات و يحفها بالسواد ، و يؤمن بعتمة العاطفة وخوائها ، ويتجه للأيام …
،
ثمّ و يبقى هذا الحنين كـ حجّة لإكتئابي .