في اللابعيد
حالما أدنو منّي ، فأنا أتوه في اللابعيد و عنك …
سئمت هذه المفارقة البائسة ، و حنينها المتهالك
على مقعد القطار المحاذي للنافذة المطلة على الظلام الدامس من حيث لا أدري في أيّ بقعةٍ جغرافية نسير ، كلّ الذي نحظى به رقصات ارتجالية لطيفة تنبأ بأنّنا علىالسكة …. و إلى حيث أصل وجهتي و أتمايل سأحتفي بهذه المفارقة اللابثة في أصقاعي و منك أدنو … هذا إن فرضًا و حينًا ما عنك تنائيت .
إنّ لواعج روحي و نواحيها الفارغة لك لا تمت لوجودك بصلة ، و لا تشبه أيّ شيء من الذي أنا أتفوه به طيلة الحياة معك ، و ليس هذا الأمر محض نفاق ، و لو كان فلاأهمية حينئذ لمصطلحه … لإنّني وعلى وفق وجودية الحياة أنا في اللابعيد عنّي و بقربك … و كلّ هذا العمق الذي يحدثني به السفر محض تيه و رؤية حياتية لامرأةٍ أخرىأرى لو صادف و رأيتها أنها تشبهني في الجزء اللامنشور منّي …
لكن ما يهم أنا كما أبدو الآن ، إذ الحياة أقصر من أن نعيش بنسخ أخرى أو ربما لا يفترض و لا يتلائم مع كنهة الحياة أن نبدو على خلاف ماتشكلنا عليه موجباتها ،لأنّنا لسنا أحرارًا بإطلاق و لا نملك من ذواتنا إلا ما يتراءى لنا أنّنا نسيطر عليه …
هذا أنا بقربك هو كل ما يمكنني السيطرة عليه … و أما التيه الذي تجلبه روحي بعيدًا عنك فذاك خارج إمكاناتي و المتاح …
لدي أنا واحدة أمكنني السيطرة عليها وفق مايجب و ذلك ربما بصورة مؤقتة و خلاف أناي هذه فغاية التيه و الأحلام المعطلة و نتواءات الواقع …
هذه المفارقة تجلب لي تعاسة الحنين و الحنين و الحنين حالما أتفرّد بي دونهم …
و السؤال المُجدي بعد هذه الترهات :
أي جزء منّي يستحق أن يكون في الحياة ، فجميعها تبدو لي صالحة ..
!