و حالي في معتركِ ارتحال …
،
اليوم، و انساق ربيعٌ الأول و منتصف الجماد … و حال المآب الذي بدا دونك إليك.
،
اليوم الذي أوجعَتنِي نفسي بحزنها و ارتحالها و لهيب حنينها وفداحة مآلاتِها و غيهبيّة مستقرّها و لفحِ بكائها و قفرها و مديد رجائها و لهفِ مرادها و شعثِ السعي ومرّ الوصول و مرتبك المضي و يأس الإياب و عزلة الرأي و غفير الإصرار و قبيلة القناعة .
،
اليوم الذي آلت إليه حالي ، و حالي في معتركِ ارتحال …
اليوم الذي تظاهرت باتساعي و شسع عافيتي و المعافاة ..
اليوم الذي عوّلت على فراغي منه و بقائي في رحابه …
اليوم الذي كان عمرًا، و عُمّرت فيه متاهاتي …
اليوم الذي التمَّ فيه تيْهي و الغياب …
اليوم الذي لمستُ فيه مستقرًّا و عانقت الابتعاد …
اليوم الذي فارقتُني فيه على أمل الاعتياد …
اليوم الذي وجدتُ نصيبي وانحصرَ المراد …
اليوم الذي فيه بكيت ، و أوجعنِي و انعتقَ عنه السواد
اليوم الذي رجوته مختلفًا ممنونًا، و عاد كالمعتاد
اليوم الذي آوت إليه نفسي، كما آوى إليّ اليأس واللاجدوى
اليوم الذي علق فما مضى قبله ليس كما أتى …
اليوم الذي لبث عاهةً وشامة فقدٍ مؤثل …
اليوم الذي أبصرتُ فيه فوارقي ونزقَ روحي و التلف ..
اليوم الذي ألمحت لي الحياة باللامتاح و ما يجب …
اليوم الذي أوجب عليّ أن أتخلى عنّي لأكون فيه …
،
اليوم الذي ظنّ ألاّ يعود … و أيامي من بعده في اعتياد
و اليوم الذي استوحشتُ فيه نفسي ، و عنها ابتعدت .