النحيب .
،
تعال …
ننفتح و نخوض حوارًا لطالما علق بي كـ غصّة …
فقدراتي المعرفية و طاقة الحديث لدي أقل من أن تعينني على البدء به … و أنّك في هروبٍ مستمرٍ منك أولاً ، ثمّ ممّا يمتُ لعمقي بصلة .
و لأنّك تجيد الطفو ، ابتعدت … من حيث أخذني القاع حتفَ الزخم وألاّ أعرفني وإيّاك .
بقيت عالقة في اللاوعي
والحديث الطويل بيني وبيني …
و استنزافي
و ضمور مباهجي
والخوف
وألا كفاية
و النحيب … النحيب الذي فاق احتوائي وبلغك منه العبء .
،
آمنت حينًا و ربما مازال الإيمان عالق : بأني "خلقتُ والنحيب في عقلي"
انتحب لأنّي بعد الكثير منّي و الفهم ، أدركت أنّي لستُ على حقيقتي ، وأنّ مَا أمارسه يمثل الذات التي يجب أن تكون دونَ أنا .
فـ "أنا" النحيب الذي يبقى بعد الأداء، وأنا الكلام الذي لا يقال ، وأنا النظرة التي لا تُفهم ، وأنا النحيب لأني ارتجف ممّا أكون لأجل أن يكونوا ….
،
،
ليست سلامة علاقتنا على " غياب الأذى" وحسب … إنها سعة و شسع وحبور و كفاية واحتواء وأمان، و من حيث آوتني الحياة في الضفة الأخرى أدركتها لعظيم حاجتي فجدفت إليها وكلّي نجاة … فبقيت في محيط النجاة .
و كتب لي حينًا : "الذين وجدوا للنجاة لا يمكنهم بلوغ شعور الأمان ".
فعاد الأمر لـ النحيب ، لكن هذه المرة مع وافر من الفهم والنضج والإدراك باللاوصول فـ تكوّم غصّة تخنق عافيتي … فعدتُ اكتب واكتب حتى غصّت منصة التدوين على "ايقونة الملاحظات".
:
و ذلك إن سألتني حينًا : لماذا علقتُ في الكتابة .
،
"فالأمان" لغة وجود، و حياة … و لايقتصر فهمها على مجرد سلوكيات، حقيقة أن تكون الأنثى هي ، هي دون مزيد من الصور والتكرار والفرضيات .
و هو التحرّر من لوازم الخوف … من كلّ الثقال التي حمّلني النجاة إياها : سيطرة ، قسوة ، دفاع ، امتناع، تصلّب ، و اللاوجود و الكثير ممّا بعد لم أقف على ويلاته .
فتكيّفت على ذاتٍ ليست هي أنا، لأن النجاة تكيّف من حيث لم يُتاح لك وجود، فوجود الضعف "سيكون ضدي " والاستسلام اخضاع ، والحاجة عبء ، والطلب مَنع ، والإرادة نديّة ، والحب توقعات، والعطاء استنزاف، والواجب أمر، و تمامي تهديد ، وشعوره غاية، ونبله كفاية، واحتوائي سيطرة ….و رقابة للسقوط
فما إن أخرج من دائرة الخوف للمواجهة تأخذني وعكة العقاب العاطفي، وأنتحب بصمت هائل و الله يدرك مداه.