الشفا..وشغفُ القلب
..
والغيثٌ.. يالهفة قلبيّ..!
:
برائحتهِ العبقة التي تُفقدنيّ ولو محاولة، احتراق البخور النفيس المنتصب فوق مبخرة مفعمة بالنقوش التراثية ، المهترئة كاهتراء تراثها وسط مدينة يضج شارعها بالحضارة المُتكلفة الآتية حثيثا جهة الغرب وتمشي الهوينى اذا مالاحت أعلام الشرقيين، وكأن التشبث بتلك النقوش يجعلنا على قلة فخرٍ متصنع لإنتماؤنا لأرضٍ ما ، ، أرضُ ياسيديّ بيداء ، الشمسُ فيها زمهرير والشتاءُ يلوكُ أضلعي بردا قارس ، وغيمها مُبلد لا يهتز إلا في ربيعها أو شتاؤها الموجع.. ربما الربيع هو المتفرد ببث أنفاسه الممزوجة برباب السماوات يقبلُنا كمشفق علينا من ويلاتٍ تتربصٌ بنا طيلة السنة ..فزخاتُ الربيع ناعمة الركون ، هامسةُ الرعد وضيئة البرق .. لها قدُ أنيق تتمايل به على كل شيء وحول كل شيء ، على الياسمينات وأطراف الرصيف، اطار النوافذ .. وحواف البناية الحجرية .. وشعيرات العشب الداكن وبقايا شجرة التوت.. وكفايّ الصغيريين تهطل فوقهما بمعين البركة .. فحالما تأتي المُزن بها ..هُنا أوهناك سيّان
غير أنا هناك في أرضي البيداءٌ الزمهريرية نشتاقٌها أكثر لتخلصٌنا ولو نزراً من خريفات السنة .. وهنا الناس معتادون عليها قد أشبعتهم بلطف كرمها وقد قابلوها بطيبة ونقاوة أفئدة ،
وهناك، القسوة وشيء من الجمود واللاكتراث المعشعش حول قاطني الهضاب والفيافي الغاصة بالعيون الجوفية شيئا من ذلك يحيلُ دون نداوة تيكم الزخات ..
آتي الى هُنا مشتاقة ..أقضي شيئا من الأيام الخالية ، أشبعُ ناظري بمنظر الخضرة المترامية .. البرسيم بأوراقه الغريبه النمو ، النعناع يزكي المكان برائحتة الحالمة، الرمان ولو أن مذاقه غير جيد الا أن لشجرته أناقة كلاسيكية أترعت المكان بلون الخضرة الأشهب .. وثمة عملاقة ممشوقة القوام زيتية اللون تُشكلها أهداب رقيقة ..نالت غرامي ..! استفسرتٌ والدي عنها :
-ثيل إمريكي ... فاتنٌ كفتنة يومي الذي أفنيته متخبطة بين رمل كرمل الشاطيء وعشبٍ وغدير ماء وزقزقة عصفورة ..(
أنهكني يومي بفتنتهِ ...فتناسيتٌ فتنتك
ماذا لو كان لي مثل هذه الجنة قُبالة نافذتي ..حيث هُناك ..! أكنتُ أُبلي فكرا وأجلبُ تعباً لقلبي..!
زخات المطر، الخضرة تحيطني ، قد تكونُ ترياقي يا رجل .
/