انسِكابةُ بوحٍ !
،
أتُخالُ مُغتاظَ الهوى ذا صدٍّ عن البوحِ ؟
أو تظنُّكَ أبقيتَ نزراً مِنّيْ ليّ ! أو أطعمْتنِي مِن كرمِ لقائك الشحيح فُتات مِلاك !
البوحُ أنت ؟
والبوحُ شهقةٌ وزفِيْرُ ، والبوحُ حشرجةٌ تتنفس ، وغصّةٌ يُعانِقُها عذبٌ زُلال !
والبوحُ غيظٌ يُخمد ، وغضبٌ يتوارى ، وعشقٌ يُرتجى
ولذةٌ تُعاقرُ ، وسَكراتُ ، ورحيلُ لومٍ ، وحبسُ دمعٍ ، وقصائدُ سلوى
ووجْدٌ ساكِنٌ ، وسفرُ وأسفارُ تمجيدٍ ، ورقصٌ رهيفٌ وشُعورٌ رِقاق !
وعناقٌ ووشومُ قُبلٍ على خُدودِ الزمان ، واحتضانٌ للِمكانِ ونسيمِ صَباه !
البوحُ !
فراشٌ وثير ، نِعْمَ الهدوء وجلباتُ وميضِ الشُعور ،
والرفيق وللهدبِ مُرتفقُ !
فتورٌ مِن أوداجٍ تُصطلى ، وجنةٌ ارتياحٍ والنعيمُ المُنتقِب !
غمضةُ تحنانٍ على نحرٍ ، واستواءةُ في جِيدٍ !
تأملُ بحرٍ ،وغرْدُ نورسٍ ، وشذا طِيّنٍٍ رشوفٍ للندى
وهديلُ حَمامٍ يهزُ الأيكَ بلحنِ البيّنِِ والنَوى ، بجمالِ سِربٍ يُفرّقُ شَملهُ في السماء
وديمةٌ مِن ربابٍ في رحابِ الجَوى
وزخٌّ زاخِرٌ عُبابٌ في يبابٍ ،رِياضُ بيدٍ حديثُ عهدِها قطرُ !
وعودٌ لما أتى ، وعهدُ مضى ، وشوقٌ هذى ! ودوحٌ بِلا سُكنى
مدينةٌ صاخبةٌ وأرصفةٌ للمُتريثينَ ، وزِقاقٌ للمُتسولينَ ،وحانةٌ للعاشقين !
والبوحُ !
سِقاءٌ مِن كفِّ أُمٍّ ، وإمساكٌ بكفِّ أبٍّ !
تلاواتُ الثناء ، ورتيلُ ليلٍ واندثارٌ للهمومِ
مِحرابُ الخلاءِ ، وقدسيةٌ لِـ" الأنا" ،
ودواةُ خاطِرٍ ،ورشاقةُ كَلِمٍ وهيفٌ للخَلجات
بواعِثُ روحٍ تستقِرُ في خُلجانِ الطيشِ أو تتوسدُ شُطآن الْحُلْمِ أو ربما تُعاقِرُ الجنون وتستبيحُ العُقول !
والبوحُ عادةٌ !
ورشِفتُها
وكأسٌ أستَلِذُه كما العربُ والنبيذ !