… كانت لِيـاذًا
٢٦ : شوال
__
.
.
اليوم فقدت مذكرتي الشعورية والتي امتدت خمس سنين وأكثر ، كتبت فيها الكثير الذي لا يمكن الشعور به مجددًا ، و صغت فيها الحرف كما لو أنّي عاجزة عن صياغةمثله مرةً أخرى …. كانت مواسيةً لي وقتئذ اكتبها و وقتئذ لا وقت لي للكتابة كنت ألوذ إليها واقرأ ، كانت لياذًا خفيًّا من نوعٍ غريب يصطنعه المرء لمواجهة صرامة هذاالعالم وجديّة الحياة …
كانت إليك حينًا ما لا يحضرني زمانه لكنّ قلبي يحدسه … كانت بمثابة عافيةً منك ، أطرح فيها لواعج نفسي وأنسى .
كانت التشافي على شاكلة المعاناة ..
كتبت فيها كثيرك ، كثيرك و جدًا ما جرى والذي حرى وكيف جرى و دقيق تفاصيل شعوري والعاقبة
كتبتها بالأيام ، يومئذ و ساعتئذ … لا غرابة أن أبكي لفقدها فكلّ الذي أملك و حقيقٌ عليّ ممارسته [ الكتابة ] … أكتب و أكتبك لأجلي أولاً ، ولطالما وجدتني في الكتابة ،الكتابة على مستوى الخاطر والشعور في ناحية العمق والتعمق حين فراغ الحياة منّي أو رجمها لي فيما هم فيه يحبطون …
كانت وكنتَ تواسيني ، لأشعر بالخير ، وبذلك النور الذي يخبئني لأيامٍ آتيات قد نموت قبلها ، لكنّه يجب عليّ الإيمان بالنور مثلما أجدني في العتمة .
،
حزينة لغاية ما معها أستطيع أن أكبت بكائي و أنير ظلامي … حزينة على هذا الفقد ، بينما كنت اقرأ وحفلة من الشعور تعتلج نواحييّ … اقرأ حيث المبتدأ : رمضان | ١٤٣٧هـ
ثم بلغت حيث توقف الشعور لأكمله في : شوال | ١٤٤٢هـ
كتبت :
"…. كان شيئًا عميقًا لغايةِ إلياذي إليه حين تحبطني الحياة ".
ثم بضغطة زرٍ ما هلك كلّ شيء ، حاولت بعديد الطرق استرجاع ملفيّ الهالك لكنّ … مازلت آمل أن أعثر عليه في سُحبي حينًا ما .
كان ملفًا كريمًا ، حاضر الشعور حفيًّا بالحرف …
هل ألعن التقنية ! لأنّها لعنة تؤول عليك .
___
في غاية معقدة من الحزن ، افتقد مذكرتي و بشدة
و بالمناسبة يشهد هذا اليوم نور قراني : 🤍