تنهيدةٌ إبرة..!
:
صَباحُكَ رغيد
ثُمَّ...
لِنتحدثْ عن الماضيْ ولو نزراً..!
أُحدثكَ عن طِفلة هادِئة صُخِبتْ بِكَ...
عن أيامِ الثامنةٍ ربيعاً آظن ذلك ... وقد كان الرحيلُ الأول الذي ضاقَ به رِحابُ قلبيْ الصغيرْ
قدْ بكيتُ كثيراً ودعوتْ أكثرْ ... ولا أنسى ضحكاتُ والديّ ، لا يلامْ فقد أفرطتُ بالصبا ..!
كان الرحيلٌ ياصاحبي للقائد أحمد ياسين وتلاهُ بعد بِضعة أشهر رحيلٌ يمينهِ الرنتيسي ... لا آظنك ذا اهتمام بهؤلاء فقد أغرقت لهواً
لا عليكَ إذ نختلف في الصِبا ..!
وعوداً لحاليْ ... ولأذكرْ يوم الخبر كيف كان نوحاً ..! ولم اكتفي بالنوحْ فقد تسللتُ لمكتبي أختي وسَلبت مِشاعرها المدونة ابان القضية أحببتٌ بذائقتيْ البسيطة سلاسة قَلمها وعمقْ الشعورْ ... ثٌم لأصدعَ بِها في إذاعة المدرسة..!!!
لا أخفيك أني نلتُ بها وساماً مرموقاً في أفئدة أستاذاتيْ ،
لكن لستٌ الآن اتوسمُ به لأني على يقين مِن أنه كان تشريفاً سرابياً فمثلٌ طفلتيْ وفرطٌ حماسِها للشعبِ للأمة .…الخ سُرعان مايذوي ويحترق في العمرِ المديدِ بِكَ..!
كمّ أنا مٌضحِكة ياوالديْ ويا أنت .…! يالشيبِ طفولتيْ وفَرطِها بالسياسة
كما أني لا انسى ولعيْ بالجريدة ، وشغفي على تقليبِ أنباءها واقتصاص مايروقْ لي..!
رُبما مازالت بعض تيك القُصاصات في ذلك الصندوق القابع خلف جُدران خزانتيْ ، لو كان يهمك لقلبتُهُ بين يديكْ، ثمّ لتضحك عليّ كثيراً ..
ومع خيطِ حدثِ الثامنة ، أذكر أني اقتصصتٌ قصيدة رثائية عشماويْة ، إذ كانت تحتلٌ صفحة كاملة مِن الجريدة فما أغفلتها عيني ،
و كم كانت باذخة المعانْ والسبكَ ورغمَ طُولها نازعني اشتياقٌ طفوليٌ للتغني بها ، ربما أني حَفظتُ شيئاً مِنها ،إذ لا زال راكِناً في اقصى داخليْ شطرٌ رنتيسيْ يقول فيه العشماويْ :
آوهُ يا عبدالعزيزِ لأُمةٍ مازال حبلٌ إبائها مقطوعٌ ...
لا بأس بشطرْ ياصاحبيْ يبرهنْ على قوة ولعي وذاكرتيْ ..!
،
ثمَّ انتهى عُمر الطفلة الزاخرْ بأنباء الصحيفة، لأنقلب مُراهقةً ولوعٌ بحكايا العشاقْ أدمنتٌ ليلى وقيسِها في بادئ الأمرْ ثم لأنزلق كما الرفاقْ في وحولٍ روايات العبير المترجمة ، ثمْ كنوعِ من السُخف استرسلتٌ في روايات عامّيّةٍ حُثالية ... على سبيل التذكرْ كان معنونُ احداها :{ مِنيّ بشوق واحضني بُعداك عني ب....الخ } ... لا عليك مِن سُخفيْ وحُثالتي فقد غفرتها لنفسي بأن لمْ أوغل بصريْ في انحطاطاتٍ مرئية .... جيد كانت بي حِفنة مِن العظمة !!!
أيضاً في هذه المحطة وصل إليّ متأخراً الشغفْ بأفلامٍ كرتونية ... لا انسى ( تسودسوه... ولا تسلْ عن صحة المسمى) كان فارسيْ المُبجل ..!
..
كتبتٌ لكَ الكثير في هذه المحطة ولو كان حرفاً خرقاً لكِنهٌ كثيراً ، ولا ضَيْر أن يدوس عليه قِطار الزمن.
:
وكأنكَ سَئمتُني وأحداثيْ الهرائية ..!
لأُكمل فقطْ ما أردتٌ خياطتهٌ مُنذ أن نثرتُ الخيط الأول .. لا أطيلٌ فوجعيْ بِكَ ينتابٌ إبرة الحكاية !!
،
واتى الزمنٌ على عشرينية.. اممم ماقبلَ العشرينَ ياصاحبي خيطهٌ منفلتٌ مِن الذكراة!!
،
لنهتمْ بإهتمامِ العشرينيةِ لو كانتْ تُهِمُكْ.. عاد الغصنٌ إلى أصله وعادت إلي الصحيفة بمظهر (الجزيرة والأخبارية والصفا والوصال ....الخ وتزامن مع ذلك الثوراتْ ، فأدلقتُ لها اهتماميْ ، والعينٌ الدامعةٍ والقلبُ المحترق والكفٌ المُتضرعة!!
كتبتٌ عن بكرٍ وراوية وأمُ وثابْ وفتاةُ الخالدية بعدما تلبستٌ بأحداث الشام جلباباً جلباباً... قرأت ( القوقعة) و( حمامات الدم في سجن تدمر ) وثالثة لا اذكرها ..وماتَ بيَّ الترفْ!!
والعراقْ تعلقتُ بِها كثيراً بسجونها وكُتبها وساستُها وحتى مِلفها النوويْ.. ثُمَّ ثورة سُنتِها وبطشِ شِعتها ..!!
وكانت قهوتيْ المُفضلة في صباحاتْ الجامعة أحاديثْ الساسة مع الرِفاقْ..
نحلل ونقلب ملفات الأمم المتحدة ، لا عليكَ (الكونجرس) يتحدثون..!
أرغمتُ فِكري بما لا أجيدُ ولا استزيدْ !!
،
أوه لا يدوس قِطار الحديثِ عن رواية ( قلب مِن بنقلان).. فاتنة الحَبِك والسَبك ولا عجبْ إذ كانت مِن قلمٍ حاذقْ ... بالمُناسبة ألا يستلْ لنا سيف الأسلام أخرى!! آظنكَ يا صاحبي ما قرأتها لا بأس سأروي لكَ تِفصالْ تفاصيلِها..!
،
،
ثم لتأتي أنت!!
وتنهيدة الإبرة تنبأ بفناء الخيطْ ، أاستمُر بخيطِ الصوفْ ؟ لكن ثقبُها لا يسعْ وجعك يا أنت!!
~