{ مخطوطةَ وجعٍ }

-
ولما قفَى !
قُلتُ : لأنسخَ مِن فؤادي مخطوطةَ وجع ، حتى إذا جرت السِنينُ عرْجتُ عليها بالتحقيقِ والتبيينِ .
وعلى ماجرت عليه صروفُ الأقلامِ وكُتبُ الأنام 
نسْتهِلُ بإسمِ الجليل 
ونثني بالصلاةِ والسلام على صاحبِ الغار
ونعطفُ 
بـِثُمَّ 
ويتلوها 
أمابعدُ معشرَ المشاعِر ، أهيلُ الصوْمعةِ ، ربابَ الأماني ، حُلكةُ الساهِرين ، طيشُ العاقلين ، ضياعُ الراسِخين ، نِفاقُ الصابئيـن ، زمرةَ الكُتبِ ، حثوةِ العلمِ ، فُتاتَ الرشدِ ، رغيفَ الحُزنِ ، بقايا وجع 
كومةَ العلائقِ ،
 كأس البُنِ ، قِطعةُ حلوى البندق ، رداءُ المحاريبِ 
اتقوا اللهو انصِتوا للمهذار ، فإني أرهبُ حِساب القبورِ من بعد فرطِ الهذيان فلو أنه بقي في قبضةِ الأضالع سقط بالعفو عنه ثُقل المِـيزان 
فأعتصمُ بقولهِ : " قل أعوذُ بربِّ الفلق " من شرّ حرفِ الغسق ، فإن لليلِ اندثارُ صخبٍ فعليّ وزرُ السكونِ يعودُ بهمهمةٍ وزوبعةٍ مالها في العقلِ سُلطان ، 
وعلى كلِّ حالٍ وبيان 
علامَ الإنسُ تخشى طريق الرحمن !؟ هذا الإلهُ الساكنُ العقلَ اعتقاداً ، لما لايسكنُ الكيان ، ويظهرُ شأنهُ في الجوارحِ والأركان !
أيُّ وحشةٍ نسْتوحِشُها من التديّن ! مادام العقلُ يقطعُ ويطوي شعثَ الطريق !
العقلُ إذا عاشرَ العِلمَ الضروري والمُكتسب المفتقِر إلى نظرٍ ومقدمات وبرهنة حتماً مآلهُ التديّن ..... هو ماهو إلا آلةٌ تنقادُ لموجِدِها -الربُّ العظيم -فهو الذي لسابقِ علمه بمجريات الزمان وماعليهِ خلقة الفهومِ رسمَ لنا طريق الحياة وفق شرعٍ محفوظٍ ، فما استوى هذا العقلُ على وفق هذا الرسم ، إلا ضمِنَ لهُ الربُّ صراطاً مُستقيماً ..... وهذا منتهى الأملِ ، لهيكلٍ مآلهُ رفتاً ورميماً ، وعقلاً لايعِدُكَ ببقاءٍ ولو بقى جسدك 
مالذي أولجَ الحرفَ صوْمعةَ البتول ! نعوذُ بالخالقِ مِن الزلل وثُمَّ نسلُكَ العادةَ في الهوى 
أظنّ الذي أولجني هذا المِحورَ ماانقدحَ فيّ عند منطفِ طريق العودة مِن الجامع إذ همهمتُ 
|أمِن كمال التسليم للأقدارِ وحسن التوكّلِ أن لا آتِيكَ بإبتهالٍ ؟! | 
أخذني الفِكرُ فيها وماعندي إلا قحطُ برهانٍ يُفقرُ البيانَ ... فلتنزوي في فتوحِ العارفين .
،
خرجتُ من هذا الفِكرِ السائحِ فيكَ إلى قلبٍ فيكَ سانحٌ  ، وبدا لي من الوجعِ اثنان :
- يحدثُ أن يكون فاهُ الشفيق ، فاهُ الأُمّ انبثاقٌ موجِعاتٍ وغصّات
- لا شيء أشدَّ عندي من أن تُرفسَ قناعاتُكَ 
رفسَ الحِمار ، وتلتزمَ منهجاً ماعليه المنطِقُ يجري ، وهذا الإرْغامُ والإلزام يأتيك من عمقِ القلب ويتصنّعُ ويراوغُ التمنطُق ليفتري على العقلِ فينكفُ عنهُ حتى حين .... في غمرةِ هذا الحين كان "الوجعُ "
،
ولو عُدم الوجعُ عنونةً لشتاتي في رسم حدّه وأيٌّ شيء من الأوجاعِ هو ! لن يُعدمَ قولي : 
أنـــا لا أصْـلـحُ للْــحُـبِّ !

وهذا الحُبُّ أصمٌ أبكم كيف يمكن أن تصل لهُ رسالتي فلا ينْزِلُ بقلبي فما والله إنّي ماأملكُ لهُ قِـرى ، عيشي في الشُعورِ كفافاً 
ترفُ المشاعر ..... أووه الوسن يأخذني بعيداً عني ، لكن الحديث حول ترف المشاعر وفقرِها مما يحتاجُ إفراداً ،
وبالمناسبة 
رحيلُكَ ماهزّ داخِلي قِدّاً ، رُغم أنّ العقلَ دقّ الطبول
وأتثاءبُ وأتسائل علامَ أكتبُ لكَ !
لأن البوح بحدّ ذاته وبجوهرهِ وعرضِهِ يُسْتلذُ لو كان طريقُهُ الوجع 
وإنما كان الطريقُ وجعاً لإني لاأهذي إلا موجوعةً تيكم الجذلى ترى أن محرابُ الفرح أقدسَ مِن أن يُخرم بحروفٍ هزيلة
أو ربما لإننا نفقدهُ -أقصد الجذل- هذا الفقد يقيناً أنه ادعاء 
هُنا عتبةٌ •
قيل لحكيم فلانٌ عاقل 
قال : إذنْ ، هو لايفرح !
عتبة تتعثرُ عندها الفهوم ! أمِن كمال العقلِ أن لا يسْتشعر المُفرحات ولا أجد شيئا يصرفُهُ عنها إلا أنه يطرقُ الأحزان في عرصاتِها لأنه لايسوغ عقلاً امتناعُ الفرحِ عنه. ، إذِ الفرحُ قسمةٌ بشرية لكل أحدٍ نصيبهُ قلَّ أو كَثُرَ 
هنا انزلاقةٌ أيضاً •
ثمةَ خيطٌ بين هذه العتبة والتشاؤم ! هذا العاقلُ الذي لايفرح هو مُستجْلبٌ للتشاؤم 
لأن لكل أمرٍ محاميلٌ تحمد وهي التفاؤل ، وتذم وهي التشاؤم ، فإذا ما استجلبت النفس احتمالات الفأل فرحت واسْتأنست ، وإذا جلبت الشؤمى تعِست 
هذا الأمرُ مرْبك !
وأذكر أن لأبي حيّان التوحيدي في امتاعهِ ومؤانستِهِ كلاماً لم يعلق بذهني مِنهِ عُلقةً  إلا أنه كان جيداً 

،
مختمُ المخطوطة /
عليكَ السلامُ ، فإني أوتيتُ من النسيانِ حفنةً واسْتوت عليكَ ، ولا على المخطوطِ ملام ، فإني أكتبُ للأوجاعِ حتى لو بدت كمثلِ وخزِ بقٍّ ابان الظلام ، وكل ماابتُني عليكَ حطامٌ ، لسفهي ماأدركتني مواعِظُ الأيام ، ولثغةُ الخِتام : أُمِّي ..... 












""



المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاد بي، للذي ما عاد لي …

العشم .

تدوينة الميلاد، و العام ….