بيــاضُ الثـلجِ |
|
ولم أعهدِ تغشي الألْحِفةِ قبلَ الثالثة فجراً ، لكْنها كانتِ الليلةُ !
وكأيِّ عادةٍ سالفةٍ أخذتُ أرتشفُ كأسَهُ ترياقاً للسهدِ !
هو مايُكتبُ غيرهُ ، ولا غيرَ عندي إلاّ حديثُ يومٍ خرق ، تجدُ فيه السآمةُ وبعضُ المعتادِ، وبعضُ المخصوصِ والمقتَحمُ ..... ويقولون إلى آخره ومختصرُها الخ ..
:
كُنتُ لأُذكّركَ بِـ " بياض الثلج" هذه المخارفُ كيف كانت تلجُ عقولنا زمناً
هؤلاء الأقزامُ ذو الآذانِ الطويلة ماشأنُ خِلقتِهم !
وعلامَ تموتُ الأميرة بياض أكثرَ مِن مرّة !
هذه البياض يدّعُونَ أنها لطفٌ بخلقةِ بشر ، ماأرى التي هي عليهِ إلاّ غباوة ثمّ يتشدّقون " الخيرُ ينتصر على الشر" أمممم الخير لايأتي بهيئةِ ضعف
ثمّ لما يُرسم غالباً أنّ الخيّرين أهلُ السلام همُ محلٌّ للمظْلمة ..... مفاهيم بالية كان لزاماً علينا إبان الطفولة أن نرتديها لأننا لانعيّ ولانفهمُ في أصل حِياكتِها وبطانتِها ولانفتشُ في حريرها وغلْظتِها ، كُنّا نــرى لا أكثر !
قد كان لهواً يُحسبُ لبنة في بناء اللباب !
أوْه
ماهيّجَ هذا الخَرفُ وقلّبَ الصِبا ، إلاّك أولاً ، ثم طفلةُ العاشرة ِ كانت لتقضي وقتها في محجرِي
وقدْ كلّت من منظورِ فتاةٍ تكِبُّ مُبحْلِقةٍ على شأنها، وفوضى أوراقُها يعتلجُ سُفلاها وبحْتُها تترصد لأي لنبشٍ مِنها ، فتنذوي لا تلوي على شيءٍ إلاّ عطفي !
لمْ أكن بأعمقَ مِنها مللاً ، أو هي بُغيةُ الهربِ من لواعجِ العشرين أو رمدُ الهمّ الموجعِ ، أو مدُّ يدِ السهر أو لا أدري ....
فقلتُ لها ما بُغيتُكِ للأنس !
تغافلاً على حاجبِ دهشتِها الحاكي وهل مثلُ هذهِ الفضاضة تسأل ! لكن لابأس - المعطفُ الأحمر والشعر الممتدُ إلى المرفقِ إلاّ قليلاً يعلوهُ سوادٌ وآخِرهُ بلونُ البُنِّ الأشقرِ ،وعليهِ التعرجاتُ إثر قبضِ ظفيرةٍ (أشبهَ مايكونبشعرِ فتاةِ ريفٍ كازاخستانية رمقْتُها إبّان جولةِ نظرٍ في مجلةِ " ناتشورال" ! )ثمَّ عيْناها مع الهالةِ الداكنة تجعلُ منها بؤساً مُخاضاً برقّةٍ قد تَلدُّ توأماً لها فضّاً ، وتشقّقُ شفتيّها كأمشاطِ فلاحٍ اعتادت الرملُ سخونتَها فكستْهابحاجزِ قسوةٍ فتصدّعت حنيناً
.....- هذا هراءٌ وصفيٌّ وجملٌ عرَضية
كُنت لأبيّنَ من خلالها أنّي أبدو ذاتُ لطفٍ ! ليقترب منّي الأطفال و لكن لا يطيلوا فلِيّ مثلُ ماعندَ مخارفِ زوجة أبي "بياض الثلج" ، ماأودعَ الإله في قلبي سكينةً للأطفال ! لعلّه مولايَ أدخرها لأمٍّ في الزمان .
إيهٍ ، لنعد لطفلة العاشرة أرادتْ أن تستأنسَ بالرسم ! هه من أين آتي لها بكراسٍ وألوان خاويةٌ أنا من قلمٍ إلا رصاصٍ قد غار رأسهُ
على كلِ حالٍ وهراءٍ ولاشيء !
تصافينا وإيّاه على " بياض الثلج" .
:
فكان هذا مختمُ ليلتي تيكَ ، نهارُها جمعةٌ ، وهي السبْتُ للرابعِ والعشرين -أو زد عليها واحداً أو انقص -
غادرَنا ممّن تلوهُ رجبُ .
وماكنتُ لِأُأرّخَ إلاّكَ وللذكرى ، ولإنّهُ يومٌ غُمَّ عليّ بهمٍّ ، ولربما كان المستهلُ لدربِكَ فقلتُ فليُروى - - ولو كانَ خواءً وهذياناً ، وعقلُ ليلٍ -
:
والثالثةُ تلفظُ أنفاسها ، ونريدُ الوسنَ تسامُراً
وظلّ شيءٌ من سفسطةِ مُلْهِمُها " بياض الثلج"
[ ليس الجمال وحدهُ مُشعِرٌ بالأنوثة ، إنما الروحُ وحسب ، وفي ذلك فليُتأمّلُ مشيبُ الأنثى إنّه يُفرطُ أنوثةً ]
:
وبعدُ
سلاماً وسكوناً للنائمين
ولِنذهبنّ تسبيعاً بوصيرياً طبلاوياً ...
