أنا والجاثوم |








6:00 فجراً
تركتُ المنبّه على السابعةِ وأربعينَ دقيقةً .



،
وماكانت إلاّ بُرّهةً !
ولهثُ الأنفاسِ مُفحمٌ ، الروحُ تكابِدُ بقاءها في خِضمّ جسدٍ ثقيل مُلْبد حتى لسانهُ كالمغْشي عليهِ ذهولاً عيْناي في عالمِ الغلْسِ  أُجاذبُ الصراخ فلا اسطاعُهُ تولّع ارّتجاجاً ، القلبُ نبضهُ رجفٌ هلوعٌ ، أحدهم يدقُ الأضالعَ بقبضةٍ درْعُها حديد ويّكأنّهُ
يبْتغي للروحِ نفاذاً ، والأرياقُ تجرّ أنهارها بعد الجفاف حتى تُبقي على الروح تظنُّ سبيلَ خُروْجِها الأفواه ، كذاك العنقُ هو بتيك القبضة أتوسلُ للجسدِ تحريكاً حتى تخِفّ وطئتُها فلا مُجيب
أجّترُ أصابعَ كفايّ بقوةٍ بائسة عليها غشاوةُ الهلع إدراكاً لتصلّبِها.. فلايكون
بقليلِ قليل أدلقت العينُ أجْفانها لتُراعَ !
اللحافُ بقوةٍ خفيّةٍ ضاغطةٍ يُجترُّ لأسفلِ منصّةٍ الفراش هو أحدٌ في الأسفل يصنعُ ذلك ، لا أدري ربما أو يخيّلُ لي ، أتلعثمُ صُراخاً صاخباً
لا ، لا ، لا
وتأتي " أعوذ" تمتماتٌ لاتُفهم ، وبعضاً من " الكرسي" هي الأخرى قطعٌ التوى عليها اللسان اعوجاجاً
على إثرِ ذلك
يعودُ شيءٌ ما لمجراه فانهضُ فزعاً ، فلا أُراني إلاّ بتمامِ صُلبي أقفُ جِوار السرير !
فوضى عقل , استجّماعُ شتات , جلبُ تمعّنٍ , مُحاكاةُ سكينةٍ , تسْكينُ اللهث , اسّتشعارُ النبضِ ,
أتاكدُ أنني أحيى .......

لأرى الساعة 6:20

ربّاه.. مامضى كانَ زمنُهُ الربعُ فقط ! ؟

:

استويتُ على عقلي لأذكُرَ ماجرى قبلَ هذا الحينِ ممّا شأنّهُ مثلهُ وأفزع ...
مرّتانِ قبلَ هذه
الأولى : ولإنها المسْتهل حملتُها حمل الكوابيس فإستعاذةٌ فنسيانٌ
ولما دقت الثانية : فكأُولاها ...
وحينَ الثالثة : قلتُ لأبحث عن كُنْهه ، فالمرءُ يهابُ مالا يعلم

إذاً وما كُنْهه !

لأتوصل لمصْطلحه ، فأبحثُ عنه ، أخذتُ في تحليلِهِ
[
- في مايقارب نصف سنة زارني ثلاث مِرات
- الزيارة نهارية واثنتاها " قيلولة"
- يأتي في بادئ النوم -في الثالثة - يقيناً وسابقتيّها، لا أدري أظنّه في آخره !
- لا يتضيّف بفراشي إلاّ بضع دقائق .
- ينتهي بنهضة فزعٍ ، وصراخ وهمهمة تعويذات ...الخ وربما بكاء
- أشعرُ فيه أنّ صراخي يصمُّ الآذان صخباً ، في الواقع هو تمتمة !!
- الشعورُ بكونه فعلُ متربّص ملازمٌ له .
- العقلُ في خضمّهِ في بعضِ استعابٍ ، إذ لافيه خيالاتٌ مادية كالأحلام ، خيالاته شعوريّة فقط
- محضُ غموض !  ..]    

 التفسير /

•أولاً :جادَ العلمُ بنْزر بيان /
١- هذه المقالة / أجدُها شافية
http://www.altibbi.com/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D8%A9/%D8%B5%D8%AD%D8%A9-%D8%B9%D8%A7%D9%85%D8%A9/%D8%B4%D9%84%D9%80%D9%84-
%D8%A7%D9%84%D9%80%D9%86%D9%88%D9%85-%D8%A7%D8%B6%D8%B7%D8%B1%D8%A7%D8%A8-%
D9%85%D8%A4%D9%82%D8%AA-%D8%B9%D9%84%D8%A7%D8%AC%D9%87-
%D9%85%D8%AA%D9%8A%D8%B3%D8%B1-1254


ثانياً : مجملُ مصطلحاته بحسبِ ما أدركتُ /
- الجاثوم
- شلل النوم
- الإسقاط النجمي ،
و بين الجاثوم وشلل النوم ترادف

أما الشلل والإسقاط النجمي فاليقين أن بينهما فرقاً وعلى مافهمتُ -ضئيلاً - فالأخير أوسع وأشمل وما الشلل إلا جزء من أجزاءه .

•هذا على البيانِ العلمي البحت ، ولكن لكنْههِ بيانٌ ينعتُ بالخرافة وبالأساطيرٍ -لاتستندُ لقوى شرعيّة ، أو واقعية ، أو تجريبية -
حاصلهُ :-
نسبة هذا الحدث لعالم الجِن .... وكُل الملابسات في هذا الشأن هي قضيّة ظنية شرعيّة ، النزاع في اثباتِها قائمٌ بين العلماء .



ثالثاً : يأتي هنا كلام ابن سينا فيه نوعُ جمعٍ بين التفسيريين - العلمي والخرافي- فليُتأمّلُ
 .
‎قال ابن سينا في كتابه الطبي " القانون " :
‎" فصل في الكابوس :
‎ويسمى الخانق ، وقد يسمى بالعربية الجاثوم ، والنيدلان .
‎الكابوس مرض يحسّ فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالاً ثقيلاً يقع عليه ،
‎ويعصره ويضيق نفسه ، فينقطع صوته وحركته ، ويكاد يختنق لانسداد المسام ،
‎وإذا تقضى عنه انتبه دفعة ، وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث : إما الصرع ،
‎وإما السكتة ، وإما المانيا ؛ وذلك إذا كان من مواد مزدحمة ، ولم يكن
‎من أسباب أخرى غير مادية " انتهى .

| نقطةٌ ما وتعجب |
برغم التحليل العلمي المقْنع لهذه الجاثومية الغامضة ،  إلاّ أنّي في شدّتًها أشعرُ أنها فِعل فاعل وليس هو بذا قوةٍ بشرية أيضاً !

لا أدري أتصديقُ الإقتناع لحظة الشدة ، بمعنى أنّي أدّعي الإقتناع واعتقادي يرْفضه ساعة الشعور ....!؟ أخشى أن عليّ اعتقاد الخرافة !


| مخْتم |

يقول الربُّ العليمُ الخبير :" ويسألونكَ عن الروحِ قل الروحُ من أمرِ ربّي  ..."
ولأنّ هذا الأمر - الذي نحن بصدده- متعلق من متعلقات النوم ، والنوم موتةٌ صغرى -فيه انفصالُ الروحِ عن الجسد - فالنوم من متعلقات الروح ، والروحُ من أمر ربي ، إذاً ما أوتينا من العلمِ إلاّ قليلاً ، فلعل تفسير هذه الجاثومية لم يأتي في هذا القليل .... اللهُ أعلمَ وهو الباقي الذي لايموت .



|. قبل الختام |

تُوجزُ أسبابهُ فيما كان مُتحققاً عندي :-

* اضطرابات وقت النوم
* ضغط نفسي ، تفكير قلق
* إفراط كافيين
* النوم مستلقياً على الظهر
وهذا يشدُّ أوتاد التفسير العلمي المحض .

| نقطة نهاية |

ثلاثة من كل عشرةٍ من الناس تحدث له نوبات الفزع هذه ، أممم يعني 30% ؟! لا أدري لستُ جيّدة في علم الأرقام !
لكن الخلاصة أنه حدث طبيعي ! لكن علامَ يغشانا بصورة خارقة غير طبيعية !
لا أشعر أنّ الطبيعة بأمرِ ربّها تفعلُ هذا ...؟!
:
اللهُ على كلِّ شيءٍ قدير
وماأوتينا من العلمِ إلاّ قليلا .











المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاد بي، للذي ما عاد لي …

العشم .

تدوينة الميلاد، و العام ….