{..شآماتُ الفـقـدْ..(جزء2)}
وقضىَ الصبوح بلوعة المفقود وبذكرىَ شجن مازال يفيضْ..~
...
الغبوقُ واجمْـ والشوارعً خالية منْ كلٍ شيء إلا من الجيش المدجج المتناثر فيْ كلٍ الزوايا
فيْ هذه الأثناء تعودُ – بنان - من زيارة جارتها بعجلْ وبخفية متوجسة
تُهرعْ , البابً الحديدي مدلق بكلتا جوانٍبٍه لم تغب سوى سويعات يسيرة فما الخطبْ ..؟
تكابدُ هرعُها وتلجُ الدارً لتحتضٍنُها صرخات أطفالها وتُقحٍمُ عينيها بالاثاث المرمى فيْ كل جانب
طاولة الطعام مقلوبة وكراسيها شبه باقيه والسجاد ملوثُ بالوحلْ ووطئ الاقدامْ المتسخة يصول رواحا وغدوا فيْ أوساط الدار
كل شيء ليس علىَ عهده, وحتىَ الصبية منزوون خلفْ البابْ
وبيدٍ مرتجفة تحتضنْ –بنان- الصغارْ وتمتدً يدَ بكر بورقة متعجرفة ملتوية حدّ الإهتراء جراء قبضة الصغيرْ النافذة
تشخصْ عينا – بنان - لتقرأ :-
حبيبتيّ
ربما لن أعودْ
وربما لن يسلمْـ مشيبيَ منْ فتك الأوباشْ
قدْ أقضيْ بريهات عمريْ الباقيه فيْ مجاهلهمْـ
أوْ أساقْ –كما سيق غيريْ- حيثُ الحتوفْ تنتظرنيْ فيّ مخابراتهمْ
أو أظنُ أنهمْ –أشفقوا- علي إشتياقيْ لـ-رياضْ قلبيْ- فعاودُوُنٍيْ أحزانه
وعسىَ خلاقيْ يرحمُنيْ –منْ غدرهمْ- وأعودْ ..!
كونيْ رعيّة بأحفاديْ كما عهدتُكٍ وأكثرْ
والإبتهالات فيْ جوفْ البهيمْـ دعيها تزخرْ
..}
...أم رياضْ
هلْ يا سماء ستمطرينني فقداً أمْ أملّ وهذه الحروفُ تُقطعُ أوصاليَّ
و وحشتاااه ..ليترددْ صداها في آفاق الشامْ ومنها تئز صدورْ الصبية أزاَ
وحتىَ الصبوحْ , والقلبُ منفطر والدمعُ منتشر
و دمعتآآآه.... ومن يزيل الدمع بالصبر
و يوآسي المآقي بالأملْ
أيا طفلآه
ومن بالشامٍ يلبيْ صرخة ثكلى
أيا صبرآه: كنٍ لي معينا
...
دقاتْ البابْ حال الظهيرة قلق مريبْ , لكنْ حالما ضمَّ القلقُ صوتُ مبحوح حانيّ أعرفهُ تماماً ..!
زلزلتْ أركان الدار طرباً مجدولً بظفائرْ البشرىَ بعودة أمِـ رياضْ ..!
تتبعهآ تلاوات حمدٍ مجيدْ وتبجيلاتُ ثناء وتهانيْ الأقربين غاصً بهآ اليومْ حتىَ صباح غدٍ..!
ومآكان للعجوز أن تعود .. وهي مكبلة بجرم رحمهاً الذي أنجبْ شهيداً ومن قبلة رجلاً حراً لمـ يهوى الخنوع إلآ لله فألجمَـ سجونهمـ جُل السنين
...
الشمسُ شبه غائمة وشيئاً من الزمهريرْ دانيْ, و الأجواء في خضم الدار تنبئ بشيء آسي
لم تخرج أم ريآض إلى الساحة كالعادة بل برحت حجرتها , أهاب ذلك بنان وأوجعها ,,فدلقت الباب
لترى عجوزها تقلب صندوقاً حوى مجوهراتها , ولتهمسً فيها حدثينيْ عن الأمسٍ يآ أمها...؟!!
أخذت العجوز تبحلق في محياها و تمرر كفها الذاوي علىَ خصلاتها الكحلاء
إيه بنيتي بنان :
لو تلوت عليك تقاسيم الملامح كيف أشاختها السجون آه والقدُ كيف حلَ به الهُزال واحدودب الظهرُ والبياض كيف غزى الشعر فما تركه إلا شيبا يهيج بياضاً كانفلاق الصباح
آه آه يآ بنان لو أبصرتي رياضاً مكبلاً حديدا يسور معصماه
آه وتشجب العجوز في البكاء وتتلوها دميعات ُ خليلة فلذةٍ كبدها
تواسي العجوز مرارتها وتسحبُ أنفاسها وشهقات نياحها تتقاذفُ تترى ..لتنبئ بنان بالعزم الأكيد.
حادثني رياضاً أمس سويعة إلا كثيرا , وناشدني أن لا أبرح الدار بعد يومي هذا ولأذهبن صوب أطهر بقاع الأرض قاطبة
..حيث مكة أوصاني بني أن أرحل
...
" إني عجوزً سقيم "
والفقد الرابع على توالي مشيبي يكبلني أنينا وسُقما
كفايَّ إلى خآلقيْ تعلو .. لم تبرح أرضها مًذ تعلقت بأسوار الكعبة
يارب.. وبحمصُ عشقيَّ فإحفظه بحفظك , وداويّ إشتياقاتي بصلواتي إليكـ ولك
يارب .. إن الشام من دمِ وثاب ارتوت , ومن نوحْ الثكالى المجيد تغنتْ..!
وثورتُها لا لن تسحقْ ..مادامت أنفاسْ بكرْ تزفرً وتشهقْ ..!
فياربْ ..بلغنيْ أنسً انتصارها .. وإن كنتُ أرقب الرحيل وقبريْ هاهنا في مكة لاح
فليطوفنَّ على جدثيْ تباشيرهـا...ولتؤنسني في وحشتيّ
ولٍيبرْحن المجد تربَ قبريَّ ..!
وسلامُ عليّ يوم فقدْ أبا رياضْ .ويوم أسرٍ رياض. ويوم استشهاد وثابْ. ويومِ البٍلى علىَ أعتابٍ الحرمْـ.
وعلىَ من بحمصٍ قد قطنَّ ..!
...
الصلاة على الأ موات يرحـمـكم الله .......
يصدحْ بها بلال الحرم (علي مُلا )
وتُحملْ على أكتافٍ أشقائها يكفنها علمُ ثوارْ الشامْـ . وإلىَ مثوىَ سؤدد فلتنامْـ قريرة العينٍ أماااه ....
.............
انتهى
* (شامات الفقدْ) نزرُ منْ أحداث الشامْ
إبانً ثورة عآم 1433-1432هـ