عُرى الدم |



حبيبي !
وتراقصُ حلقات المسّبحة البيضاء المنقوشة بالسواد على أنغامِ أصابعك، ثمّ تتلو عليّ ابتئاسًا أسودُ من هذا السواد
عيناك يا حبيبي تفصح بثقلٍ موجع ، مُثقلةٌ أنا به قبل أن تتفوّه ، لكنّي أجيد معالم الكتمان
وحلو ثغرك الذي كان لي سؤدد بدا اليوم ينفث اختناقاتي
واللهازم أراها مشذّبةٌ وتهذيبها يُوحى بكبرياؤك المعتاد الذي ينكسر بين ثنايا عقلي الذي تُحبّه
تقدسه فيما لا أطيق ، وأشعر أنّ رفعتك لي حملٌ على عاتقي يُنسيني عشرينيتي وطيشُها

ياصاحب السادسة والعشرين !
أرهقتني ، أوجعني صدى صوتك يرتجّ بأنحاء غرفتي من بعدِ ماغادرت !
تكلمتَ وتكلمتَ وفضفضت خاطرك ورميتَ كدرك في حضن الشقيقة و تركتني للحرف وللتأوّه....

أنا أمام شاهقِ طولك أتقوّى ! رغم أنّك تنحني لي كثيرًا لكنّ انحناؤك انحناءٌ لعكازٍ قصر عن قامتك كثيرًا ولكنّه بقى لك سند ، أتراني أسندك ؟
أتراك تتخفّفُ من أوجاعكَ بصدري !
كلّي لكَ
رغم جفوةِ فؤادكَ وقفرِ ثغركَ ، أنا أُدركُ مجريات دمي في عروقك
أنا أعرفُكَ وأفهم عيْناكَ ، عندما تلوذ لغرفتي ويكأنّك تبحث في دهاليزها عن حاجة ، اممم مثلاً تطلبني عطري المفضل
أو تسألُ عن بعض أحوالي
أو تأتي وتتذمّر كبداية لـ " نرفزتي" ثمّ ليطول العراك الكلامي بيننا ثم تتكئ على مقعدي المُورد بزهور الربيع
أو تُحبّ حافةَ سريري
أو تعطيني خلفك وتعبث بأشياء " تسريحتي" حتى آتيك حانقة أتلعثم بالتوبيخ لأنّي أضحك بداخلي على غرابتي فعالك
وطرائق لجوئك لقلبي ... كنتَ دائًما تأتي صامتًا وتجلس منشغلًا بهاتفك اتركك ولا أفتح معك أي حديث .....
معذرةً فقد بتُّ اتوجّسُ أوجاعك
ولا يطيبُ لي فاهُكَ يثقلني مزيدًا على ثقلي ....
،
كم كان فيك كبرًا كالح وزهوًا بذاتك مريب !!!!
كأنّي لا أعرفكَ ! تحبّ أن تزهو بشاهق قِدّك ووفرة فكرك  ، وكنتُ اختلسُ هذا لأسقطكَ فتستاءُ منّي ، وتأتي بالحجج تلو الحجج لتُثبّت عرش مجدك عندي !!
لاأدري لما تصنعُ هذا ولم تفرقنا سوى بضعة سنين ، صحيح سكنت ظلمات الأرحام قبلي  لكنّي تبعتُك سراعًا
كانت أمّي تقول : أكثر اثنين شُقيتُ بهما لكونهما خلفا بعضهما البعض لم أكن أتنفّسُ إذ اجتمع عليّ رعايةُ طفلين بعمر سنة وسنتان ...|
،
أخي حبيبي ، لا أدري كيف ستعبث بنا الأقدار ، وأين محلُ الهجرِ منك وعقلي يسكنك ، أعلم أنّكَ لا تطيق قلبي !
وعلى مرّ الزمان بيننا لم أبكي عندك إلاّ مرّة بضع دُميعات فقط !
ضحكتَ كأنّك استوحشت منّي هذا الضعف !
حبيبي !
أنا أضعفُ بكثيير من هذا ، أنا رقّ قلبي ومارقّ له عقلي الذي يحتويك !
حبيبي ، لاأدري تُطوقني برفعتك إيّاي ، أشعرُ أنّي لا أمارس رغبتي بل ماترغبُ أنت وماتتوقعه منّي
حبيبي ! إن لم تكن قادرًا على صدّ رياح الهوى صوبي  فاخذلني لأتعثرَ بها .... لا ترفع سقفي عاليًا ، لا تطمح منّي نورًا عظيمًا
،
حبيبي ! لما يجب علينا بوثاق الدم ، أن نتقاسم المجد تبًّا للمقاييس الظالمة
فإنّك أنت وأنا أنا لسنا نتماثل حُبًّا بل بحكم "قالت الناس "
حبيبي تعرف !
 كلامكَ لي أغصُّ به فيَشْرق قلبي وعشقه !
كلّ الرجال أنتَ !! لستُ أدري لكنّي ألتحفُ "بشماغك " أتوسدُ ذكرك ، وأعشقُ دمي الذي مثله في دمك .
:
:
خرجت لموعدٍ ما ، وتركتني أكتبكَ على عبق رائحة " عطرك النسائي " طبعًا كما المعتاد أنا من ابتاعه لك ، لما " نسائي" يارجل ؟
- لا أدري خضوعًا لاختياراتي | وابتسامة
ليست القضية هذا العبق بل نتنُ الطرح الذي كان بيننا
شدّدتَ زمام الحديث على غير العادة ، نعته بنعوت مُوجعة خنقتني بالكاد أتنهد ، ما أفعلُ أنا يا وسيمي ؟
ما أملك غير أنّي لا أفهم وأحبّه ! أُجلّ وداده لي أحبّ خروجي معه لـ شرب القهوة للتسوق لكثير ممّا تراه أنتَ " تفاهة" !
لا تكبّر عقلك جدًا فلن يعلوني كثيرًا ، ولن تكون أنت عنه بديلاً
صحيح هنائي معك ، لكنّه لايبلغ هنائي معه ، امممم أتغار ؟
لكَ حقُّ ذلك ولمثلي عقلي حرية اختيار .
صدقني ! نظرُ الغيرة أرعن لا يتماشى معي .
دعنا من هذا إلى غيره
لا أدري
ماسرُّ إيمانك بيْ ! لما تثقلني بهمومٍ أكبر منّي !

أقول لك : هذا الأمر حديث الرجال
ومازلت تصرّ على رأي أنثى مُرهقةٌ مزيدًا على رهقِكَ
تناهيد وتناهيد
وياحبيبي اترك مواجعنا للأقدار ، حبيبي لستُ بأخفّ منك ولكنّي أتصدد عن الحمِل أو أظنّ صلبي انحنى ماعاد يُطيق
ماعدّت أشتهي هذا الحديث ، دعنا نتعرْبد بسفاسف الأمور
وأعاتِبك على جواربكَ الطويلة ، قد أشرتُ إليك بجورب " القدم" فهو أكثر أناقة ....


و سلامًا لهنْدامِكَ
ولعرى الدمِ الوُثقى 

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عاد بي، للذي ما عاد لي …

العشم .

تدوينة الميلاد، و العام ….