نَفْلٌ | وعادَةٌ
::::
وشذاكَ نفْلٌ
وبعد /
طالما كانتْ البداية والتمهيدُ والتوطئات مُرْبكةُ الصياغة
لذا نحنُ نتخفّفُ منها هنا ؛ فحديثُ بمثلِ هذيانِكَ بعيدُ الشّقةِ أن يبلغَ الأحاديث المُنمّقةُ والمتوجة بتيجانِ الألبابِ ، بعسْجدِ المنطقِ ، بزبرجدِيةِ التوآليف ....
أنا هنا أنْدسُّ ببوتقةٍ حِيطانُها أنتَ ، وسفلاها قبورٌ وأعاليها سماء ... رجْزُها معمعةٌ ولها دويُّ زوبعةٍ ، وتُدندن باشتياقاتٍ لربابِ السماوات
لذا لاشيء يستدعي التقديم
سِوى كمية " بثارة" يتلُوها طفلُ السنتين ونصف
يترصّدُ " ملعقة" كأسي ، يصرّ على أخذها فأصرخُ فيهِ ! ضجراً لاأدري كيف تشتاقُ الأمهات لطفلٍ يُغاغي
أتأمّله بعدما رميتُ " الملعقةَ" تجاهه فلا شيء يقفُ أمام بكائه سوى طوعاً لـ " إزعاجه"
هه ، يُولج الملعقةَ في فمِّ " دبدوبه" ... لهذا كان يُصرُّ على أخذها
تباً يتمتم بلثغتِهِ ليدعو " مامته"
بلْ على الخالةِ أن تكون بمنزلةِ الأمِّ ، وأن اسْتجلبَ الحنان استجلاباً مِن قاعٍ جافٍّ بعيد ، لا أستطيبُ مُناغاةُ الطفولةِ ، وليس ليْ معهم مِزاجاً رائقاً، يكفيني مِن فتنتِهم الفطرية قُبلةٌ وعضّةٌ وبعضُ مُجاملةٍ "لعينِ أمْهاتِهم" ...وكفى
،
هذه الليلةٌ برفقةِ الطفلِ وأمّهِ والخالُ وفتاةُ الإختبار ... لاتنتهي
سَلمتُ أُذنيّ للدندنةِ
وأناملي للحرفِ
نكتبُ لتنوء الأبجديةُ بأوْجاعِنا ، فنخرج مِن البوتقةِ بخفّةِ ورقِ التوتِ ... روحٌ كريشةِ حمامِ عابِرةٍ بسلام ، ماتهبطُ على شيءٍ إلاّ مدّ شفتاهُ بزفيرٍ ناعم كمُدعابةٍ حُلْوةٍ ، سكْبُها اللْطفُ !
لمْ تكن ولم أكنْ كذلكَ .... ثُقِلتُ بِكَ تُكدرُ صفوَ فؤادي وتُعكْرَ مِزاجه ولو برشفِ قهوتِهِ !
،
أنزلُ أسفلَ الدار ، حيثُ البراح ، تحت أديمِ السماء ، فأغدو وأروح وأغدو وأروح وهكذا دواليك إلى أن أتممت ساعةً وأُخرى أُحدقُ في السماء فأتنفسُ رباباً ثمّ أهذي بِكَ وربما سطرْتُ روايتكَ ودونتُ إهدائها ، بل قد أكون رسمتُ دِقاق تفاصيلِ الحديثِ بيننا .... افعلُ هذا كثيراً مُذ تركتُ العشرينَ ونأتِ السقوفُ ، مُذ عرْفتُكَ ... أتعللُ بممارسةِ الرياضة أو أحتضنُ بين ذراعيّ كتاباً كأنّني أقرا ، حيطةً مِن عينٍ تلْحظني .
أُدركُ الجنونَ الذي بي بمقدار ماأُدركُ عقلي فاسْتخفي أيما استخفاء ! فلقد سئمتُ ملاماتَ نفسي إليّ ، ولستُ بحاجةٍ لوجعِ العاذِلات الناصِحات
عوائدٌ عليها مِعادُ نفسي ... فأجري على مواعِيدَها اهدأُ لنفْسي مِن مُصارعةِ الخلاصِ مِنها ! لستُ عاجزةً ؛ لكنّي أتكيّفُ معها
وحدها ستُغني فؤادي فلا أتسولُ حاجتي عندكَ
أجزمُ بخطأي في تربيتي عليها ! لكن ليس الآن رُبما في الثلاثين أو الأربعين ، لا يَهم ! فلِكلِّ عقْدٍ مِن العمرِ شعائرُهُ !
أعلمُ أن مِن تيكَ العوائدِ خبائثٌ تُهلِكُ الروح !
لكن مادمتُ في أغْلسِ حُلكةٍ ، فليس لي مِن قوةٍ إلاّ المهادنة ..فاتْرُكْني حتى تفيء عليّ أنوارُ الإله.
آمم كُلُّ عادةِ بؤسٍ اتخذتُها مِن بعْدِكَ هي قُرْبةٌ للفؤاد ، اسْتلذُّ مِراسَها ابْتعاداً عنْكَ
كتميمةٍ تتدلى على نحرِ الزمان تعوذاً مِن شياطِينِ الإحْتِياج !!
قدْ أبذخُ بحرفِكَ حتى أسُدُّ ثُلمةَ قلبٍ صنديدٍ ، وأعالجُ صدأ حديدهِ ..... وأُغري الوسنَ بِالنايّ وأُراقِصُ أحلامك
بعيداً عنْكَ وعنْهم ، ثمّ أرمي بالحرفِ عرياناً عنْ فُؤادِهِ بطريقِ العابرين فيلْتقِفُهُ مَن يلْتقِفهُ ويمُجّهُ مَن يَمُجّهُ وهمْ الأكْثرون ....
،
.
سلاماً للغرباءِ القارئين | 🍂